هذا المنشور نسرد فيه طرفًا من أخبار (أبو عبيد) محمد بن عوض بن مذهان بن راجح الوهبي، رحمه الله وغفر له.
![]() | |
|
(رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى) [حديث صحيح، خرجه البخاري]
والمقصود بهذا الحديث: اللين والسهولة في البيع والشراء وتقاضي الديون.
ومن الأخبار الحسنة التي ظهرت فيها سماحة (أبو عبيد) رحمه الله في بيعه وشرائه وتقاضيه للديون خبرٌ ترويه لنا امرأة من أهالي رياض الخبراء -هي الآن كبيرة في السن- تقول:
حين كنت في شبابي في السنوات الأولى من زواجي احتجت أغراضًا للبيت، مما يحتاجه الناس في ذلك الوقت من الأطعمة ونحوها، فطلبت من زوجي مالًا اشتري به هذه الأغراض، لكنه رفض وأبى عليَّ لما كان يمرُّ به من ضيق الحال، ولم أجد بدًا من تحصيل تلك الاحتياجات، فخرجت إلى (المجلس) (=السوق الموجود أمام الجامع الكبير في رياض الخبراء) وصرت أنظر في الدكاكين وأصحابها؛ من يمكنني أن أشتري منه بالدين ويسمح بذلك؟ ...
فكان أن ذهبت إلى (أبو عبيد)، وظننت أنه لا يمانع، لا سيما وأنه يعرف زوجي ويعرف أمي أيضًا، فدخلت دكَّانه وأخذت ما أريد من البضاعة الموجودة فيه مما أحتاجه، فلما جمعتها ووضعتها بين يديه، وحسب سعرها، أخبرني بمجموع الثمن.
فقلت له: ما معي شيء! آتيك بها بعدين، فقال: والله يا بنتي ما أعرفك، فكيف أتركك تذهبين وأنا لا أعرفك؟ تقول: فأردت أن أعرفه بنفسي، ولم أحب أن أقول: إني زوجة فلان، خشيت أن يعلم زوجي بذلك فيغضب، فقلت له: أنا بنت فلانة، فقال: ونعم ونعم، ونعم بك وبأمك، أبد يا بنيتي، روحي وأنا أبوك ومتى ما تيسرت الفلوس أحضريها (وكان من عادته رحمه الله أن يقول: وأنا أبوك، لأي أحد كبير أو صغير)، تقول: فآنسني ذلك جدًا، فأخذت الأغراض وذهبت.
تقول: والحقيقة أنَّي لم أستطع سداده؛ لأني لا أملك ما أقضي به الثمن، حتى مضت سنة كاملة، ثم تيسَّر لي ما أقضي به ديني، فذهبت إليه وسلمت عليه، وقلت له: هذا سداد ما أخذته منك قبل سنة، تقول: فأخذه وتشكّر منِّي، وما سمعت منه إلا كلامًا طيبًا، فرحمه الله وجزاه عن حسن صنيعه خيرًا.من كرمه وحرصه على الضيافة
هذا
الخبر يرويه لنا: محمد بن سليمان الوهيبي من أهل رياض الخبراء، سمعناه منه في عدد
من المجالس ونذكره هنا بالمعنى.
يقول:
إنَّا كنَّا نزرع العلف في مزرعتنا، ونحصده كل يوم أو يومين، فكنت أحمِّل السيارة
وأذهب بها إلى (المجلس) (=سوق رياض الخبراء) وأنتظر من يشتريه منِّي.
يقول:
فذهبت به يومًا ووقفت بعد صلاة العصر أنتظر من يشتري، يقول: فجاءني أبو عبيد ونظر
إلى العلف، وقال: ما رأيك أشتري منك العلف كله الذي بالسيارة؟ يقول: ففرحت بذلك،
أن يأتي من يشتري العلف كله دفعة واحدة، قال أبو عبيد: لكن عندي شرط! فقلت: تفضل
لا بأس، ما هو؟ قال: شرطي أن تذهب معي إلى البيت وتتقهوى معي، ثم أعطيك حسابك،
فقلت: شرط سهل.
فمضيت
معه إلى البيت، وأمرني أن أنزل العلف في مكان أشار به إليّ، فنزَّلت العلف فيه.
ثم
دخلت البيت معه، ورحنا إلى (القهوة) (=مجلس البيت، يسمَّى قديمًا: القهوة؛ لأن
القهوة تعد فيه وتشرب)، فقدَّم لي التمر، واشتغل بحمس القهوة ودقِّها وطبخها، حتى
صلحت، فلما جهزت (الدلة)، وأراد أن يصب لي منها، أخذتها منه، وقلت له: ما تصب، أنا
واحد من عيالك، فأبى علي وأبيت عليه، حتى أخذتها منه، فلما صببت له الفنجال، قال:
ما آخذه، الفنجال الأول لك، أنت الضيف، إن غلبتني على صب القهوة فلا تغلبني على
الفنجال الأول، فوضعته وصببت له الفنجال الثاني، وتنازعنا الحديث وتقهوينا، ثم
أعطاني الحساب، فأخذته ومضيت.
فهذا
الموقف مرت عليه سنين كثيرة قد تصل إلى الستين سنة، ولا زال صاحب الخبر يتذكره ويعيد
روايته في مجالس كثيرة، ويعجبه هذا الموقف من (أبو عبيد) رحمه الله.
من حسن خلقه مع جيرانه وحرصه على الوفاء بالوعد
من أخباره الحسنة رحمه الله أن أحدَ جيرانه طلب منه أن يشتري له (قهوة وهيل) من الرس، فكان ذلك الرجل جالسًا ينتظر أبو عبيد بعد العصر خارج رياض الخبراء من ناحية الرس، لعلمه أن أبو عبيد سيرجع من الرس في ذلك الوقت، فلما وصل إذا به قد نسي أن يشتري ما طلب منه، فكأنه غضب عليه واستاء منه، فلم يكن من أبو عبيد رحمه الله إلا أن أخذ بيد جاره وذهب به إلى بيته، وأعطاه (قهوة وهيل) مجانًا.
كان
(أبو عبيد) رحمه الله في مجلس فيه أمير محافظة رياض الخبراء وغيره، وكانوا مجتمعين
على عشاءٍ بمناسبة قدوم شخصٍ مهمٍ للمحافظة، فلما قاموا عن العشاء تكلَّم بعض
الحضور -كالعادة- ليدعوا هؤلاء المجتمعين لتناول الطعام في بيته، فتكلم عدد منهم،
كلُّهم حريصٌ على نيل شرف إكرام هذا الضيف، واجتماعهم في بيته.
فقال
أبو عبيد رحمه الله وكان قد كَبِر جدًا وتقدَّم به السِّن: تكون العزيمة عندي،
فقالوا: لا ما يصير، قال: لا أبدًا، أنا سأموت، وقد تكون هذه آخر مرة تجتمعون فيها
عندي، فخلوها عندي هالمرة، فكأنهم ارتاعوا من كلامه، ووافقوا أن يكون الاجتماع
عنده.
وقد
حصل ما خافه رحمه الله؛ فإنه بعد أن ضيَّفهم بوقت قريب مَرِض ثم مات، فكان ذلك آخر
عشاء يكون في بيته رحمه الله وغفر له.
Play Free Video Slots Online at JTG Hub - JT Hub
ردحذفFree Slots 영주 출장마사지 Games Online at JTG Hub · 전주 출장안마 Free Slot Games Online · Free Poker Online 충주 출장샵 · Free Casino Games Online · Free Video Slots 경주 출장마사지 Online · Free Texas Holdem · 인천광역 출장마사지 Free